-A +A
د.نائلة حسين عطار
تضم مجموعة العشرين التي أنشئت حديثا الدول الصناعية الكبرى في مجموعة السبع وهي ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان، وكذلك تضم الدول الناشئة الأربع الكبرى (البرازيل وروسيا والهند والصين) بالإضافة إلى جنوب إفريقيا والمملكة العربية السعودية والأرجنتين وأستراليا وكوريا الجنوبية وإندونيسيا والمكسيك وتركيا، أما العضو العشرون فهو الاتحاد الأوروبي، وستقام قمة العشرين خلال الأيام المقبلة في واشنطن.
ولا شك أن النظام الذي أرسته اتفاقيات بريتون وودز عام 1944 قد عفا عليه الزمن لأنه أصبحت في حاجة إلى النظر بعين الاعتبار إلى الثقل الاقتصادي للدول الصاعدة.

ويكون لمجموعة الدول النامية عادة مواقف مختلفة عن مواقف الدول المتقدمة حيث تعمل مجموعة العشرين على العمل الجماعي المشترك والاتفاق على خطة موحدة لمواجهة خطورة الأزمة الاقتصادية وضرورة إعادة صياغة وإعادة تنظيم النظام المالي الدولي.
هناك حاجة ملحة للتوصل إلى آليات جديدة لإعادة تمكين الاقتصاد الفعلي من الحصول على الائتمان، وتحفيز الطلب، وإتاحة تداول رأس المال.
وأكدت دراسات صندوق النقد الدولي أن الانكماش سيصيب الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، ولكن العالم كله سيعاني من آثاره وذلك لأن معدل النمو العالمي سينخفض إلى نسبة 2.2 في المئة في 2009 مقابل 3.7 في المئة في 2008.
وماذا يعني أن تكون المملكة العربية السعودية ضمن هذه الدول وهي دولة مؤسسة في مجموعة العشرين منذ عام 1999م؟ فذلك اعتراف ودليل ومعيار سياسي واقتصادي واضح على دور وقدرة المملكة على التأثير على الاقتصاد العالمي ليس بسبب أنها فقط تملك أكبر احتياطي نفط في العالم، بل أيضا بسبب المواقف المعتدلة والقرارات الاقتصادية الرشيدة التي تبنتها خلال سنوات التنمية الشاملة بالإضافة لنمو متوازن للنظام المصرفي السعودي.
السؤال المطروح هنا هل سيتم تبني بعض الاقتراحات والحلول الاقتصادية التي ستقدمها المملكة خلال هذه القمة أم أن الدور المحدد للمملكة فقط هو الدعم المالي للدول المتضررة اقتصاديا؟.
* مستشار اقتصادي
nattar@gmail.com